الوظيفة الحجاجية في لغة النثر التأليفي لكتب التراث الاندلسي

الملخص

     الحجاج هو ظاهرة لغوية نجدها في بعض النصوص الأدبية  الشعرية أو النثرية التي تكون لها إلى جانب الوظيفة الأدبية والشعرية وظائف أخرى، منها الوظيفة الإقناعية والحجاجية، ويعبر عنها بالتعجب والندبة والاستغاثة والأمر والنداء وأسماء الأفعال والروابط التداولية الحجاجية⁽[i]⁾، ويهدف الحجاج إلى الإقناع عن طريق تعديل فكرة أو نقد أطروحة أو جلب اعتقاد أو دفع انتقاد، فقد يعلن المتكلم أمرا ويذكر آخر، يختزل فكرة ويسهب في تحليل أخرى، يسأل ويجيب، بل قد يأتي بالفكرة الواحدة على أنحاء مختلفة فيبرز في نصه سحر البيان وجمال اللغة ⁽[ii]⁾، وللحجاج غاية  يعمل على تحقيقها، وهي تفرض على المُتلقِّي نمطًا من النتائج، بوصفها الواجهة الوحيدة التي يمكن للمتلقي أن يسير في ضوئها⁽[iii]⁾، ويعمل الحجاج على تقديم الأدلَّة المؤدية إلى نتيجة معينة، إذ يتمثل الحجاج في إنجاز متواليات من الأقوال، بعضها هو بمثابة الحجج اللغوية، وبعضها الآخر هو بمثابة النتائج التي نستدل بها على أنَّ اللغة لها وظيفة حجاجية ⁽[iv]⁾.

       ومن يروم الحجاج في كلامه عليه مراعاة المقام التي تساعد على تحقيق المقدرة الإقناعية للخطاب الحجاجي، فلا بد في العملية الحجاجية من مراعاة المُتلقِّي، أو الاستحواذ على انتباهه في مرحلة أولى، ثم التأثير فيه في مرحلة ثانية، وهذا قد أجمع عليه كلُّ الدارسين المهتمين بالحجاج وأفانينه⁽[v]⁾.

[i])) ينظر: الحجاج في الشعر العربي بنيته وأساليبه، الدكتورة سامية الدريدي،عالم الكتب الحديث، إربد ــ الأردن، ط2 ، 2011م.: 99 ـ100.

[ii])) ينظر: م ، ن: 26ــ27.

[iii])) ينظر: م ،ن: 23.

[iv])) ينظر:  اللغة والحجاج، الدكتور أبو بكر العزاوي، العمدة في الطبع، الدار البيضاء، ط1، 1426ه ــ 2006م.  : 16

[v])) ينظر: الحجاج في الشعر العربي : 90.