مصداقية توجهات التجارة الالكترونية في البيئة العربية

الملخص

البحث محاولة لبيان الأسس التي استندت عليها التجارة الالكترونية، وكيف كان للمبادرات العلمية ولقواعد البيانات من أهمية في إنشاء وإقامة التجارة الإلكترونية عالميا، عليه سيتم استعراض مثل هذه المحاولات العالمية والتي عززت من مكانة التجارة الإلكترونية ومكنت من انتشارها على هذا النحو الواسع. من جهة ثانية فإن البيئة العربية وبمقوماتها الحالية بادرت للتعامل مع التجارة الإلكترونية هذه ووفق المعطيات المتاحة في البيئة، والتي تبدو أنها تلاقي من العقبات والمصاعب ما يفترض الأخذ بها أولاً على مستويات معينة، وإمكانية نشرها على المستوى الكلي متى ما أتيحت المتغيرات والظروف وبدت ملائمة، وإلا فإن التباين يبدو واضحاً بين منطقة وأخرى في العالم العربي والذي لم يستفد من أهم عنصر من عناصر التجارة الإلكترونية: "اللغة" في التعامل والتبادل التجاري. ويبين البحث أن هناك مبالغة في استخدام التجارة الإلكترونية، إذ لا زال التعامل بالخدمات يأتي في المقدمة، بينما لم تشهد التعاملات بالسلع إلا مجالات محدودة، كما أن التعامل على مستوى المنظمات فيما بينها هو المعول عليه، وأن الشركات تعاني من شحة أو إحجام في التعامل من قبل الأفراد عالميا وبخاصة للسلع الملدية، فالبحث محاولة لاستعراض المقومات هذه وربطها بالبيئة العربية التي تنتظر مبادرات جديدة حتى تنفرد بنموذج جديد يتوافق مع البيئة هذه. مصطلح التجارة الإلكترونية أخذ موقعا بارزا ومهما فاق التوقعات، وهذا المصطلح ظهر قبل سبع سنوات، وبدا المصطلح يتردد في الساحة التجارية والعلمية يوماً بعد آخر، واستفادت الدول في المشاركة الفاعلة في استخدام معاني هذا المصطلح وتطبيقاته الفاعلة والتي دفعت بالعمليات التجارية إلى مصاف عالية، وبدأت الدول بتشريع القوانين المنظمة لهذا النوع من التجارة، وتعقد لها الندوات واللقاءات والمؤتمرات، بل إن كثيرا من الدول تتسابق في إدخالها واستخدامها واستثمار الملايين لتوفير البنية التحتية التي تضمن نجاحها. فالتجارة تعرف بكونها: "عمليات البيع والشراء للسلع والخدمات بمختلف أنواعها بغرض تحقيق الأرباح" أو : "أنها عمليات التبادل للسلع والخدمات، فأطراف العملية التجارية هم: المشترون والبائعون والمنتجون. وإذا ما عرفنا التجارة الإلكترونية فإنها تكمن في عمليات البيع والشراء عبر شبكة الانترنت " ما يعني أن التجارة الالكترونية إجراء عمليات العرض للسلع والخدمات والبيع والشراء والدفع من خلال شبكة الانترنت. ولكن إذا كانت التجارة الالكترونية من المسائل الحتمية التي يفترض أن تأخذ موقعها في البيئة العربية، وسط متغيرات وتناقضات عديدة ومتباينة فكيف يمكن التوفيق بين التناقضات هذه والظاهرة الحديثة في التجارة الإلكترونية؟ وهل استفادت البيئة العربية من تجارب سابقة في هذا المجال؟ وهل بإمكان البيئة العربية من أن تنفرد بنماذج خاصة لا يشترط أن تكون بعيدة عن الواقع العلمي والجاري في العالم، وإنما لها خصوصية معينة تنبع من المقومات المتاحة؟ هذا ما سنحاول استعراضه في بحثنا هذا.